الأحد، ديسمبر 11



الضغائن تقتاتُ من القلب ..
تجعله يتآكل .. خليةً خلية , وريدًا وريد !
تعيشُ على وفائه , و تشرب من إخائه !
بإمكانها أن تسدّ مجرى دماء الراحة لصماماته , و تقدِر على تلطيخهِ بأشد الألوان قتامةً و ثبات !
تلتفّ حوله كحبلٍ يمسّ رقبة لا تقوى على الحراك !
لا شيءَ كمثلها يُفسده ; ففسادُ القلب يكمن بالحسدِ و الغلّ و الكراهية و الحقد و الغيرة المُقيتة !
و أن يفسِد قلبك فهذا يعني أنك تقِف في قوارع طُرق الحياة ..
تطرقُ بابها راجيًا أن تدلفه فلا يُفتح لك ..
الحياة يا عزيزي أكبر من أن نغمس قلوبنا بسواد تلك الضغائن ..
فهي تُريد من المرء أن يكونَ نقيّ القلب سالم الصدر ..
و فساد تلك المضغة .. كالمسافر الذي يلُوكها في فيه و يبصقها على رصيفٍ مهجور ..
ثم يمضي ; غير آبه لها لا هوَ و لا العابرين من ذلك الرصيف !
جدّد قلبك , عالجه بالقرآن , علّقه بالربّ , و خلّصه من الضغائن ضغينة تلو ضغينة , رتّب ركامه كُل ليلةٍ قبل أن تنام .. تُفتح لك أبواب الحياة مُشرعة !

* شمس الجطيلي.

الثلاثاء، أكتوبر 25








تساؤل طفيف يتسلّل خلسة على لسانِ أحدهم بهمس فقير الحيلة : ( لِمَ البُعد ؟) ...
يحاول أن يحتلب من الأجوبةِ ما يغمر قلبه بثمّة طمأنينةٍ و أمن ..
كان السؤال عفويًا .. بدا رماديّ اللونِ باهت كالخريف بيأسه .. كالعلقمِ في مُرّه ..
مُر الأسئلة المتناولة للإبتعاد قاسٍ جدًا ; له مشاعر كالحبل الذي يلتف على القلب ليعتصر منه ماتبقّى من ألم ..
ذاك الألم المُرادف للوفاء ..
اوه ! إنّه الوفاء ! حبةُ السُكّر اليتيمة التي تذوب في كوب شايٍ بارد ..
لحظه احتسى فيها رفيقُنا كوبه بتلذّذ رغم ألمه ..
عاوَد كرّة الوصول إلى جوابٍ إضافيّ .. وتساءل مجددًا بإلحاح " لِم البُعد "
فازداد بعدهم , و اضمحلّ الصوت تمامًا .. حتى اختفى !

*شمس الجطيلي.

الجمعة، أكتوبر 21




أتعلمُ يا صديقي ؟
أنا لا أخشى الكتابة .. فهيَ ألتصقت فيني مُنذ أعوامٍ طويلة لامجال فيها للتراجع وهجرة الحرف !
أنا أخشى توابعها .. أخشى حرفِي .. أسراري .. ملامح وجهي المقروءة ومشاعري .. بل حتى نوعيّة قراءتي للكتب كي لا تتأثر بها ريشتي الهشّة ..
أخشى أن يكون هناك علاقة طردية مابين سنيني و سطوري .. علاقة يستعصي فيها خلعُ الحرف من تفاصيل ذاكرتي المهترءة بصخب الأيام .
أخشى تعلّقي بها للحد الذي يتراءى لي فيه النصّ مكتوبًا بالفراغِ أمام عيني دونما ورق !
و أخشى ... ألّا أستحقها !
الخشية موحشة يا صديق .. تجعلُ منّي خيطًا دقيقًا يندسّ في كومةٍ من الأشواك .. تُصيّرني قطعة فستقٍ في أقصى فمِ رضيع .
أن يكون هنالك حرفٌ يُكتب لي من بناتِ أفكاري التي أقدّمها على طبقٍ من إحساس لتنبسط أمام أعيُن البشر .. أمرٌ مخيف .
الكتابة تجعلُ من الكُتّاب لوحةٌ غامضة بشفافيتها المُفرطة !
و الشفافيةُ خطِرة !
تهدّد بطردِ خصوصياتنا منّا لتُفشيها على الملأ !
أن تكون كاتبًا فهذا يعني أن الدين والمجتمع والأرواح يتطلّبون منك أكثرُ مما ينبغي أن تفعل كشخصٍ عاديّ ..
يتطلبونَ منك تعاونًا , توسيعًا للمدارك , وتعايشًا لهمومهم , ومُشاركة لإحساسهم .. بل الأمر أكبر من ذلك لو تعلم .
أسمعت مسبقًا بكتابٍ اعتزلَ الحرف ياصديقي ؟ لا أظنُ ذلك .
فالكتابة عميقة جدًا .. كبئرٍ عتيقٍ في صحراء قاحلة ..
كلما كتبنا سطرًا زاد تعلّقنا بها و اعتمادنا عليها بتمثيلِ عواطفنا وإطلاق رسائلنا المحبوسة بقوارير قلوبنا .
أو أخبرك سرًا من روحٍ التحمَ فيها الحرفُ منذ طفولتها ؟
لاتكتب مادُمت غير واثقٍ بما تفعل !
فبمجرد أن تسمح لفكرِك بالانسكابِ حبرًا فهذا يعني أنك حمّلت أكتافك مسؤولية عُظمى تجاه الربّ قد تكون غير جديرٍ بها مالم تسخرّها لدينهِ !
كم من كاتبٍ تمادى فدعت عليه حروفهُ بالتركِ مُكرهة !
وكم من كاتبٍ انتقلت روحهُ لمكانٍ آخر وحروفه باقية تحكيه بعيون من يقرأها .. إن خيرًا فخير و إن شرًا فشر !
حاوِل فقط أن تفهَم الكتابة مسبقًا قبل أن تمارسها .. فهي لن تدعك وشأنك إلا وقد علّقتك بها !

* شمس الجطيلي.

السبت، سبتمبر 10





جدّدوا نواياكم ياطلاب العلم , جدّدوها كما جددتُم أردية أجسادكم هذا الصباح ..
أسلكوا طُرق الجنة كما أستوجب ..
و أحضنوا أصدقاءكم بسخاء ..
بسخاء يشبه الترف الذي تترفوا به ذواتكم بالإنجاز ..


تذكّروا أمنيات الموتى بأن يعودوا ليغترفوا الأجر من الدُنيا بأيديهم ,
و الأميّين بأن يتعلموا كما تعلّمتم بنعمةٍ من الرحمن الذي يستحقّ منا أعظم شكر لنعمه ..
أبحثوا عن أرواحكم فيكم و أنعشوها ..
‎​
و أبعدوا أنظاركم عن دهاليز شائكة تشتتها عن ما جعلتوه هدفًا ..
تعاملوا بإنسانية و رقي كما يعامل نبيّ الله - عليه الصلاة والسلام - قومه ..
لا تنسوا بأنكم مسلمون بأفعالكم قبل أقوالكم !
ثمّ بعد ذلك حصنوا أمنياتكم باسم الله واستودعوها () !


و صباحكم عِلم ;) !


* شمس الجطيلي .


الأحد، أغسطس 14



ضعف العزيمة ينكأ الجراح , يجعلها غائرة أكثر مما سبق ,
يغترف الفرحة من القلب و يُحيلها إلى كمد يُثقل نبضاته ,
يضع المرء في الأنصاف ; نصفُ الموقف ونصفُ الذاكرة و نصفُ العواطف , بل حتى نصف وقفة !
لا شيء كمثله يجعلنا نقف في حياة مستمرة بصباحات تتجدد ,
ضعف العزيمة هو الموت , ولا شيء يفسره أكثر !

* شمس الجطيلي .

الثلاثاء، يوليو 12




في كل تجربة تخاض , أتيقن أكثر بأن كل مافي هذهِ الدنيا يتغيّر ..
جزء من قلوبهم , تصرّفاتنا , أشياء كانت و لم تصير !
صباحاتنا , نظرتنا تجاه الأمور , و طريقة التفكير ..
كلما زادت التجارب , قلّ الإستغراب ..
التكيّف مطلبٌ مهم , و الأهمّ منه ألا نستنكر وقوعنا في تجربةٍ ما , فـ نقع فيها !


* شمس الجطيلي .

الأربعاء، يوليو 6





تجمعُ أموالها لتجعل منها لصديقاتها صدقاتْ ,
ويلهجُ لسانها بالحمد و الثناء للجبّار حال المُصاب ,
تنفض لحافها ليلًا تعتزلُ النوم في الأسحارٍ تهجدًا ,
و تهمسُ في أذنِ أختها بأن ماكان خاطئًا, و تصوّب ..
تفتحُ مئات الصفحاتِ المتعددة من خلف الشاشاتْ دعوةً في سبيل الله ,
و تبتسم لأطفالِ الفقراء بثغرٍ واسع ,
 تدمع عيناها حالما ترى هرّةٍ هزيلةٍ تتسكّع في العراء بلا مأوى ,
و تمسح بكفوفها رؤوس الأرامل ..
ترفع أبصارها للسماء رجاءً ,
و تعتادُ على لملمة حذاء أمها ذات خروج كي تلبسها إياه بيديها بِرًا ...
و تغتاب !
لـ تدنّس طُهر نواياها وأفعالها بتجرّع دماء من أغتابتهُ و لاكت لحمهُ في فاها .. ذات غيبَة .

* شمس الجطيلي .





أتدركُ معي تلكَ القوة ؟
التي تنبعث إلى عينك حالما ترى اللون الأسود ..
أتدركها حينما ترى للزوايا هالة سوداء مليئة بالأشجان الكبيرة ؟
إن السواد قّواد ..
أحبهُ كثيراً ..
أعيشُ معه حياةً أخرى لم أعِشها مع بقية ألوانِ قُزح ..
أحب كونهُ متفرّداً , سيّداً , و قاتماً .
أحب أن يكون غامقاً لا يمتزج مع بقية الألوان فيتأثر !
اذا خلطنا لوناً معه , ستتغير درجة اللون و رُبما ينقلبُ آخر !
لم يكُن ذاك اللون هو المُسيطر , بقدرِ سيطرة الأسود الإيجابيّة له التيْ دعتهُ إلى التغيير ..
أحب أن يكونَ طاهراً .. أجل , السوادُ طاهر ; فهو مازال يطهّر نفسهُ مِن كُل شائبةٍ تعلق بهِ ..
حيث أنه يبقى على وضعهِ الشامخ و لا تظهر عليهِ تلكَ العوالقْ ..
هنا مكمن قوّته .. على عكسِ ضُعف البياض ,
حيث أن الأبيض ضعيفاً مهزوزاً يعكِس كُل مؤثرٍ خارجيٍّ يطأ عليه !
إن السواد يعنيْ لي الحياة ..
لم يكُن يوماً حزين , أبداً ,
رُبما لم يكن لوناً للفرح في يومْ .. أوافقك في ذلك ..
لكنه أجمل من أن نلصقهُ بخطيئة الحُزن ..
الحُزن رماديّ .. باهت .. لا معنى له أو " حياة " .. على عكس السواد .
أحبّ كونه غامضاً جذاباً .. مُبهماً يُعطي للأشياء نظرة خاصّة تجبرنا على التمعّن بها ..
حتى تلك الأشياء المُعتادة لأنظارنا .. حتى الصوَر الملوّنة التيْ ما إذا صيّرناها إلى أحادية تظهرُ لنا بحياةٍ أخرى نستطيع أن نستشفها من السواد .


* شمس الجطيلي .

الأحد، يوليو 3




لي صديقٌ حميم .. يلتصقُ بي كلما شعرتُ بأنني أحيلُ إلى شتات .
و يزداد إلتصاقه مع إزدياد مسافة البُعد !
أحبّه جدًا , حتى أنّي لم أعد أتلفظ بقولي له ( أحبك ) خشية التقصير .
لم يكن صديقي مختلف عن الغير , لكنه حينما يكونُ هو " ذاتي " فحُق عليه الإختلاف .
لا أعني بأنهُ مختلفٌ تميزًا !
فقط هو مُمثّل لـ ذاتي المختلفة , حينما تكونُ هي الوحيدة بعد الله التي تتوزع في أحشائي و تزدحم بأوردة قلبي وخلايا دماغي إلتحامًا .
أحب أن أعاملها كـ رفيق ممتع .. 
يشاركني ليالٍ أسهرُ فيها على ثمّة إمتحانٍ صعب فـ تُسليني .
كـ أُختٍ كبرى توبخني بفعلي ماتقول بأنهُ كان تجربة خاضتها يومًا فلم يكُن لائقًا !
أو كـ طفلٍ مترفٍ بالدلال و مُزعج قليلًا .. قد يتمرد كُلما دللتُه أكثر !
أحب أن أعاملها كـ شريكٍ في العمل ..
لا صلة لي به إلا قهوة صباحيّة مملوءة بتضجره , نبتدئ فيها زحم أوراقِ نلطخها بحبر في مكتبٍ مشترك .
لا أكرهُ ذاك الشريك .. لكنني لا أحبه بقدر طفلي المتمرد , فلكل واحد منهما مزاج معيّن أعامله فيه حينها !


* إعتراف حَذِر : 
أحبّ ذاتي كثيرًا , ليس لأنها جميلة أو مترفّعة ..
أو حتى قابعةً في جسد شخصيّة مشهورة في مجتمع يتسّع كل نهار , فهي ليست كذلك .
أنا أبذخ بمشاعر الحب لها و أُسرف ..
فهي صديقي المختلف , و أختي الحكيمة , و طفلي المتمرّد .. و شريك عملي الثرثار المُدمن للقهوة العربية !
أنا أحبها لأنها ذاتُ شمس  , فقط .. و هذا يكفي كي أحبها !


* شمس الجطيلي .

الثلاثاء، يونيو 28





تراءى لي جانبٌ خفي للأحزان ..
قد لا يتضّح لنا عندما يقوم بزيارتنا ثمة حزن ,
الأحزان تُدنينا من بعضنا بشدّة , 
تقرّب مابيننا بشكلٍ أعمق من الأفراح ,
من زعِم أنها مؤلمة فهو غفل عن إكمال عبارته بذكره ما يهدئ هذا الألم و يسكّنه .


* شمس الجطيلي .

الاثنين، يونيو 27




إن الكتابة هبة ربانية ..
تجعل لكل كاتب رؤية متفردة تجاه الحياة ,
تجعله يراها مابين السطور وفراغات الأحرف بعمق يختصر عليه إضطرارية عيش السطحيات .

* شمس الجطيلي .

الأحد، يونيو 26


لها عشرُ أصابع ..
كُل أنملِ لإصبع ينتميْ لأحد أصدقائها ..
بدءًا من الخنصر و إنتهاءً بالإبهام  .. 
ذات صباحٍ إستيقظَت على ألمِ في سبابتها اليُمنى ,
وجدتَها مقضومة و كأنما هُناك من دسّها في فيهِ و لاكها ..
رفعَت رأسها من تأملاتِها لتلك السبابة .. على رنين الهاتف ..
ليخفت من خلالهِ صوت تخنقه العبرات , صوتٌ يخبرها بموتِ ثمّة صديقة .. كانت لها ! 

* شمس الجطيلي .

السبت، يونيو 25





و بالقَصر ذاك ,
تحديداً في الطابق الثالثْ و ( المترفّع ) ..
تحتلُ إحدى زواياه النائية ..
غرفة مهجورة ,
رائحتها ورد ياسمين مستميلٌ بذبولٍ يدل على موته ..
ذابلٌ ميّت , و يطيبُ عبيراً ؟
ممزوجٍ برذاذ تربة الغبار التي تفوح أكثر من الياسمين ..
ذاك المزيج الذي يزكم الأنوف .. غبار و ياسمين !
كيفَ للونِ الورديّ الهادئ أن يجتمع مع ذاك البنّي الداكن !
ههَ !
نسيت بأن أخبرك ..
في هذا القصر ..
توقع كُل شئٍ ياعزيزيْ ..
فـ من المعتاد بأن ترى الأضداد تترادف , و المتناقضات تتشابه !
لا بأس في هذا ..
و في هذهِ الحجرة بالذاتْ ..
حيث الكرسيّ الذي يهزّ مراراً , بالرغم من تلك الشبابيك الموصدةٍ في وجه الريح العنيد ..
و حيث الساعة الرملية التي أستحال رملها إلى طينٍ ملتصقٍ لايمرّر الوقتْ !
و طرف الريشة المرميّة فيْ علبةٍ مغمورةٍ بحبرٍ أزرق رديء مازال رطباً !
ألحفةُ السرير سُكريّة اللون و مخدّتهِ التيْ حُفِرَ وسطُهآ إثَر رأسٍ قد ألقى فيهِ عليها صاحبهُ ذاتَ أرق !
و سراجٌ يتدلى من إحدَى جدرانهآ يخبو و يستضيء رغماً عن أنفِ ذاك الكيروسين الذي فرِغَ !
أقداح شاي البابونج المتكركبة على طاولةٍ خشبيّـةٍ تساقط من حولها كرسيّينْ متناثرةً أجزائهما وَ متكسّرة ..
و صوت فيروز الثقيل المتخم بالأوجاع المحببّة .. يصدح كُل إشراقةِ شمسِ من مذياعٍ يعملُ على أشعتهآ فلا يصمت !
دولابٌ فارغ تماماً بالرغم من رفوفهِ الكثيرَة .. إلّا من صندوقٍ يلتحف اللون السماويّ ..
و تتوزع عليه ورودٌ تشبه ذاك الياسمين مشبعةً بالأحمر الداكن ..
مرآة كبيرة بيضاويّة الشكلْ .. تقابلها طاولة مملوءة بأشياء أنثويّة .. أبرزها أحمر شفاهٍ بلونِ الخوخ قد تقشفّ وَ جفّ ..
لا ترفع إحدى حاجبيك إستنكاراً !!
فلم نبدأ بعد و نخوضْ في وصف تلك الأعجوبة الثآمنة !
الأشياء كلها في هذهِ الغرفة تختلفْ ; فهي تبكيْ و تنوح و تتوجّع فقداً و تحيط بها هالة رماديّـة قاتمة تدل على عزاء تلك الأشياء لمن فقدَت ..
فالحياة لم تدبّ فيها منذ تسعِ وعشرين سنة و إحدى عشر شهراً و ثلاثين يوم وبضع ساعات !
و كيفَ لها أن تدبْ و صاحبتها قد أوصدتْ بابها وَ أخمَدتْ صريرهُ بلا رجوع ..
إن في كُل حجرةٍ و رواقٍ و زاويةٍ في هذا القصر قد حُكِي عنهآ بحكايةٍ تميلُ منها أفواه المستمعين إمتعاضاً !
غداً سيبدأ العام الثلاثين !
بدونِ صاحبته ..
و بدونِ قهوةٍ فجريةٍ يتراقص بخارها مع رذاذِ أمطار المزن الحاتميّة الندى ..
بدونِ ضحكاتها الهادئة التي تولد من فرجة ثغرها الواسعة ..
بدون تمتمات مراهقتها الهامسة بسخطٍ على من ضايقها ..
و بدون بكائها المكتومْ في خنقةِ ليلٍ لا ينتهيْ ..
بدون حياة !
و بدون يومٍ يمُر ..
فـ العيش في هذهِ الغرفة يعتبر موتاً .. فـ كيف يكون العيش مميت ؟
غداً سيبدأ الثلآثون عاماً من اللاشيء ..
حيث تلك الحسناءْ السرمديّـة العذابْ ..
قد عاشت نصف هذه الأعوام .. و تسلّقت روحهآ أعنّـة السماوات السبع بلآ عودَة ..
فـ رحمةً مِن أرحم الراحمين تتبارك عليها وَ تحفّها بأمانِ العزيز سبحانه إلى يوم يبعثون ..


* شمس الجطيلي .



.

الجمعة، يونيو 24






لآ أحتاج شيئاً .. ولا أقترب من زوايا فيها ما يثير غضبَ ضميريْ فأحضى بتوبيخٍ منه ..
و لا أكترث لأي فوضويّة سالبة تنغمر في بحرِ يومياتي فتصيبه بروتينٍ يقتُل كل الأحلام المنحوتةِ في ثرى سمائي ..
لستُ مضطرةً لأن أبكي في كل مرةٍ أستضيق فيها و تحجرني الجهات الأربع بلا خامسة ..
و لستُ مضطرةً أيضًا للتأمل كثيراً في تلكَ الأشياء التيْ تُديرُ ظهري إلى مامضى ..
مادام هناك يومٌ جديد ..
و نبضٌ بالوريد ..
و رآزقٌ من بعيد ..
يعطي جلّ ما أريد ..


* شمس الجطيلي . 

سمّو ;


























إتفقنا أن نتوسدُ السماء يومًا ما , و نلتحف سحابها ..
فهي تنتظرنا عاليًا على مدّ أبصارنا و بُعدها ..
تنتظر أن نفعل ما يجعلنا " نسمو " حتى نلامسها ,
السماء لا تتنزل ياصديقتي .. أبدًا !
نحن من يرقى لها فقط ;) ..


* شمس الجطيلي .

الثلاثاء، يونيو 21





يكُون لأحرف الحكايا رونقًا مختلفًا ,
يكونُ لها تناقضًا يجبرنا على الإنبهار كلما أزددنا قربًا للأدب ..
و كأن الأدب عصفورٌ يلوّح لنا من بعيدٍ بجناحيه قائلًا : " أنا عينُ الرقي " ♥ !

* شمس الجطيلي .

الثلاثاء، يونيو 14






أشتهي وطنًا لا يأبهُ بهجرةِ النوارس و لا يمتصُّ حرارة الصيفِ فيلتهب .
أشتهيهِ باردًا جدًا .
لا أريدهُ أن يكون مكتظاً بالسُكان , الوحدةُ غالبًا ما تأتي بخير !
قليلٌ منها أو الكثير , سيجعلني أقف لهندمةِ أردية روحي إستقبالاً لما سيأتي .
أحبهُ بعيدًا عن ضجيج البشر و دهاليزهم , لا يحتوي غلاً أو ثمة ضغينة .
حينما أكونُ وحدي يالله معَك في وطنٍ معنويّ يسربلهُ كثيرٌ مِن رَاح .
حينما أكونُ وحدي يالله معَك , هذا يُغنيني عن الأرضِ بأسرها .... ولو كانتْ مليئة .


* شمس الجطيلي .

الجمعة، يونيو 3

" رَ فِ يْ قّ "








[ 1 ]

لي رفيقٌ واسع الأفقِ و متفائل , لا يأبهُ ما إذا قالوا له أن السماوات لا تبكي في جفافِ الصيف !


[ 2 ]

رسائلُ رفيقي تتكدّس في صندوق البريد الأحمر المعلّق على عمودٍ خشبي مهترئ , لا أقوى فتحها و لا يقوى ساعي البريد أن يعلّق صندوقًا إضافيًا آخر !


[ 3 ]

مع هذا الرفيق أنسى الحُزن و الكدر , و امتعاض الوجه , و شيئًا من الماضِ .. رُغمًا عني !


[ 4 ]

لرفيقي المُغترب في إيطاليا شقة علوية داخل بناءِ ذي سبعين طابق , على شرفتها ستارٌ شفيـف أبيض قطني , تتدلّى منهُ قطعةُ مسكٍ عربيّ تفوحُ رائحتها كُلما انهمر المطر .


[ 5 ]

قالوا لي : إن الرفقة تندثر كلما ابتعدت الأجساد و لاحَت في السراب .. وددتُ حينها لو أخبرهم بأن رفيقي ملتحمٌ بتفاصيلي لدرجة عدم فقـدانهِ لو ابتعد .


[ 6 ]

رفيقي العنيد لحـوحٌ يحبّ الجدال , أجزم بأني لو ناديتهُ بأسمه لناداني باسمٍ أجهلُه !!


[ 7 ]

مع كل ولوج للشمس محاولةً لتبـديد الدياجير , أستمع لوقع خُطى تختلس الطريق عائدةً من ثمة مكانٍ لا أعلمه , أعتقد أن المكان مسجدٌ و الوقعُ لأقدامِ رفيقي !


[ 8 ]

دكاكينُ الحارة الشرقيّة تقفلُ أبوابها الخشبية كلما عجّت الريح و هبّت .. يُقال بأن دُكان الزاوية الجنوبية انهدم ; بعدما هجرهُ صاحبه " الرفيق " !


[ 9 ]

لرفيقي صديقٌ قديم , دائباً ما يحدثني عنهُ بشغفٍ و عيناه تدمعان ,
ذاتَ مساءٍ باردٍ قال لي : أن جسد صديقه تفحّم إثر حريقٍ بمنجم للفحم كان يعمل فيه , و بعدَ أخر كلمةٍ تحشرج صـوتُ رفيقي , و أختفى مع الدمع .


[ 10 ]

مع هذا الرفيق أغفلُ عن النظر لساعتي اليدوية خشية التأخر عن مُذاكرة إمتحان الغد , و لهذا الرفيق إمتحاناتٌ " ربّانية " لا تتوقفْ بغدٍ أو أمس !


[ 11 ]

لي رفيقٌ يسخر من السياسة , و يعتبرها شطرنجُ الجبابرة الطُـغاة , و الشطرنجُ لُعبة , و رفيقي أكـبرُ من الألعاب : ) !


[ 12 ]

رفيقي صبورٌ حد التبلد , يجلسُ القرفصاء أرضًـا من ألم ينهش خاصرته و وجههُ يحمّر , عندها يبتسم لي بكبرياء قائلًا : هُناك من يعيشُ بنصف جسدٍ فلا بأس !


[ 13 ]

صباحاتُ رفيقي فيروزيّة , في كل مرةٍ أحذرهُ من رصاصٍ يُذاب على إذنه يعِدُني بالتَـرك , و في الصباحِ الآخر يتغنى بمواويل كاظم .. - ألم أقل مُسبقًا بأنه عنيد :/ - !


[ 14 ]

قُبيل كُل ليلةٍ رمضانية , تتشنجّ يديّ رفيقي بعدما يجوبُ أسواق القمح و الخضار حاملًا على أكتافهِ صناديق مملوءة يتصدق بها خفاءً عني ,
و يدلّني على ذلك حُمرة الطماطم العالقة في ثيابه بعدما يعود .


[ 15 ]

أطفالُ البلدةِ يفتقدون رفيقي الغائب , يشبّثون أياديهم الصغيرة في ساقيَّ كُلما رأوني سائلين عنه بضجرٍ طفوليّ مُضحك لكنه يُبكيني .


[ 16 ]

رفيقي هذا أشبه بقنديلِ الليل , يحب الأسحار و يُدمن الإستيقاظ فيها كما لو أنها صُبح .


[ 17 ]

لي رفيقٌ في نهاية كُل أسبوع يبتاع ثوبًا أبيضًا مشبّعًا برائحة البخور يرتديه لصلاةِ الجُمعة .. رفيقي يغضب إذا تأخر عنها , و ذاتَ صباحٍ وبّخني عندما لم أوقظه بعدَ ليلةٍ سَهِر فيها لمرضِه !


[ 18 ]

رفيقي إجتماعيّ جدًا و علاقاتهُ واسعة , فقط جربوا أن تكتبوا اسمهُ نصف كاملٍ في محرّك بحث الشبكة العنكبوتية , و شاهدوا ما ستجدونه عنه !

[ 19 ]

صادقٌ هوَ رفيقي , و يصدّق أي شئٍ يُقال له و لو كان كذبًا , منذ فترةٍ قرأتُ في صحيفةِ مُهملة :
أن أكثر الناسِ تصديقًا هم أكثرهم صدقًا في المشاعرِ و النوايا ..
بعدها عرفتُ لمَ هوَ صادقٌ و مصدِق !

[ 20 ]

لي رفيقٌ يحمل في صدرهِ قلبًا متخماً بالوجع .... و الإخلاص !
في كُل مرةٍ أجلسُ بجانبهِ أستمعُ لنبضاتٍ قلبه ترجف و كأنني بداخله .

[ 21 ]

لرفيقي صندوقٌ أسود حديديّ ضخم , يحتل أقصى زاويةٍ في غرفتهِ ذات الجدرانِ البيضاء , الصندوقُ مُحكم الإغلاق , و رفيقي دومًا يبحثُ عن المفتاح و هو يتدلى معلقًا في ثقبِه !

[ 22 ]

رفيقي ذو هوسٍ بجنودِ درع الجزيرة , يحلُم دائمًا أن يكونَ فردًا منهُم , و أظنّه سيكون !

[ 23 ]

بمناسبة الحديثِ عن الجهاد , ألم أخبركم أن رفيقي يتلقّى توبيخًا طفيفًا في كُل مرةٍ يحزم حقائبه ذاهبًا لتحريرِ القدس و يمنعه من ذلك خوفُ أمّه عليه ؟

[ 24 ]

الرفيق الجيّد هو من يوثق رباط حبلهِ مع الله كي لا يتعقّد و يلتويْ على أقدامهِ أثناء سيرهِ على السراط المستقيم فيقع على ألهبةِ نيران جهنم .

[ 25 ]

للرفقةِ لذة عظيمة أتذوقها بإمتنان لربّ الأقدار الذي وضع هذا الرفيق في دربي , رفيقي جميـلٌ جميـل , و رفقته تجمّله بعيني أكثر .

[ 26 ]

هو رفيقي , و لدربي رفيق , و رفاقهُ كُثر , و رفقتي أكثر بكثير , و رفاقُ رفاقنا مُترافقون , ما بينَ ميلان الراء و إستقامة الفاء و نقطتيّ القاف و انتهاءً بتاء الربط تكمُن المعاني , 
فكل ما سبق ما هو إلا وصفٌ لإستمرارية حياتنا الدُنيا , و ما الدُنيا إلا بدءًا و ختامُها الآخرة .


شمس الجطيلي .

الخميس، مايو 26






أتعلمين ماهية ذاك الشعور ؟
الذي هو من أشدّ المشاعرِ فتكاً - و لّذة - ؟
حينما تريدين أن تكونينَ إبنةً لإحدى أغرب الدولِ وأبعدها عن دولتكِ ووجوهٍ تعرفُك ؟
تجوبين الساحات المغطاةِ جليداً ..
تستمعين لوقع أقدامكِ التي تسحبينها بثقلٍ على أرضيتها ..
و يداكِ مدسوسةُ بجيوبِ معطفكِ ذو العطرِ العتيق ..
تمشين تحتَ سقفٍ متخمٍ مِن السماءِ المغيمة المَظلمة ..
و عيناكِ شاخصةُ على اللا شئ !
جافّة دون دموع سواءً كانت مِن بُكاءٍ أو مِن جوّ يُدمعها !
لا تكترثين لعلامات الحيرة و التعجب من وجوههم المُستنكِرة لهيئتكِ " الآلية " !
و ملامحكِ الثابتةِ كما النحتْ .. دونَ حياةٍ تدبّ فيها ..
حينما تتكوّن حولكِ غيمة مُمطِرة :''
تمطركِ بوابلٍ وفيرٍ مِن البلل ..
لتنعشَ روحكِ ..
و تقفين تتوسدكِ تلك الأمطار ..
رافعةُ رأسكِ عالياً بـ رقبةٍ مثنيّـة ..
فـ تولدُ تحتَ قدميكِ سحابه ..
و تحلّقين ..
لصباحاتٍ أحبُّ إليكِ .. بدونِ آليّة !



* شمس الجطيلي

الأربعاء، مايو 25







فضلتُ البـُعد المتبوع بصمتِ إرتياح , البعد الذي يجعلني أرى ماحولي دون الخوض فيه والذوبان , مادامت أشواكُ الكلام تحفر خاصرةَ الشعور , فالصمتُ أفضل !

* شمس الجطيلي .

السبت، مايو 21




كثيراً مانحتاج إلى ممارسةِ ما كُنا نبعد عنه سابقاً , شئٍ مِن عُزلةٍ طويلةٍ لنا مع الربّ , صحبٍ يتجددون , روتينٍ يختلف ,
صحوٍةٍ صباحيّة مبكّرة , رئةٍ ثالثةٍ تنفث علينا رائحة من طِيب ,

قوةٍ تنبعثُ مِن أعماقنا لتقاوم الإندثار , قلمٍ يخطّ الضاد وصفاً لشعورنا بإتقان , إلى عطورٍ لا تحمِل تذكار مالا نُريد ذكراه .

نحتاج أن نمسِك بضمادٍ أبيض معنويْ شفيف
نمرّرهُ على كُل ماتراكم على قلوبنا فيُزيحه , علّها تعاوِد النبض بخفةٍ دونَ ماضٍ يثقلها بلا نفع .


نحنُ قومٌ خُــلِقنا لنحيا حياةً أخرى ليست بحياةِ بقيّة البشر , قومٌ تباهى بهِمُ العظيمُ سبحانه ,
لنا لغةٌ ثمينة منزّلة بقرآنٍ مِن الله فازدادتْ ثمناً , و في ديجورِ الليالِ تضمحلّ همومنا حينما نلصقُ جباهنا تذللاً لله تعالى .

نحنُ لا نموتُ !
فقط نخمِد بموتةٍ صُغرى برزخيّة تحت الثرى , تفصِل مابين الدُنيا و آخرتنا المُنتظرَة .

أبداً لا نخشى الموتَ
, فلنعِش بعُمقٍ أو لانعِش أصلاً !


 

* شمس الجطيلي .

الجمعة، مايو 6







هناك وجوه نتحاشى رؤيتها ..
كـتلك الوجوه التي تعتلي جبين الرؤيا المخلّدة منذ سنين طويلة ..
نرى في رؤيتها حفراً لخاصرة الأيام ..
و حينما تنحفر خاصرة أيامنا فهذا يعني أننا نعودُ للنصف , ننقسمُ مابينَ حاضرٍ وماضْ ..
و أنصاف الأشياء مؤلمة ..
تجعلنا على الحوافْ ... مابين البين والبين ()
!
أمثال تلك الوجوه ملتصقة على صدرِ باب القلب ..
و عِندما يُدلف هذا الباب مابين فينةٍ و أخرى ..
نخشى على وجوههم أن تهتز مع كل دلفة , فلا يعودوا ملتصقين فينا كما كانوا ..
أعتقدُ بأن ذلك من الشيَم , و من جميل الوفاء .
فالبعض عندما نراهم بعدَ انقطاعٍ تام , نصابُ بخيباتٍ كثيرةٍ مذيلةٍ ببعض الخدوش ,
عند مشاهدتهم نبحث عما يجمعنا بما جمعنا سنين عدّة , و لا نجِد
!
لذلك كثيرٌ مِن الناس يفضلون الذكرى والذكرى فقط ;
إحتفاظاً بجمالِ ملامح من غابوا ; وكي لا تنتحب قلوبهم إثَر صدمتها بما غيّرته الأقدار مشيئةِ من ربّها ..


* شمس الجطيلي ..




السبت، أبريل 16




في بعضِ الأمور كثيرٌ مِن الغرآبة ,
و في بعضهآ " بديهيةً " لآ يختلفُ عليهآ اثنينْ !
فـ من الغريب بأن أقارن نفسي بـ غيريْ ..
ما إذا كانَ الغير أعلى أم أدنى ..
لا يفرق ..
و ما إذا كُنت أنا أستحقّ هذهِ المقارنة ؟
أيضاً لا يفرق ..
إنّ في مقارنةِ ذواتنا مع الآخرين تشعرنآ بالنقص .. حتى لو كنا لاهثين ركضاً وراء الكمال !


* شمس الجطيلي .





لم يعُد المكان مملوءاً كما كان ..
أصبح خالياً .. و موحشاً .. و ذو جوًّ مُكفهر ..
أصبح بارداً .. و ضبابياً .. و ساكناً حدّ الهجر ..
ما كان فيه مِن حياةٍ هوَت ..
و أضمحلّ كُل ذاك الصخب المحبّب على آذآنِ سآكنيه ..
الآذآن التيْ كانت تستمع كما يجب باتت صمّاء ..
فقد ثُقِبت على يدِ الصراخ الأخير .. و أصابها الصمم المُبكِر إثَره ..
كان ماحولي مكتظّ بهم ..
كانوا هنا ..
ومازالوا في أقصى زوايا هذا المكان العتيق ..
تُخيل إليّ وجوههم ! ألمحها في طيوفِ نوافذ الطائراتِ العابرة تلوحُ كُل مساء ..
مازال العطر فواحاً كُلما هبّت هبوب ..
رسائلُ الحنينِ المتخمِ بالوجع تتراكمُ على صندوقٍ مهترئٍ على حوافّ البيبان ..
و دخونُ المسكِ المتصاعدةِ إلى السقف لم تقف ..
رائحة الهيلِ العريق و قهوةِ الصباحِ العربيّة المُرّة ..
و ستائر الحرير الشفيفة تتراقص على أنغامِ المطر المنهمر ..
الإبريقُ مازال يغلي ..
و المدفئة محمرّه بإشتعال ..
الصحونُ مصفوفة بعنايةٍ على طاولةِ الإنتظار المُميت !
و عقارب الساعة المتلاحقةِ ببطء تتوازى دقاتها مع نبض قلبي المنقبض ..
كُلها تدبّ بالحياة !
كُلها مدعاةٌ لـ هيجان شوقيْ ..
كانوا هنا !
يجيئون حين وضوح القمر و يرحلون وقت بزوغ الشمس !
أأعاودُ الصرآخ مرةً أخرى ؟
أخشى أن أذنيْ الثآلثة التي أختلقتهآ بروحي سـ تصيبها عدوى الصدى , فيصيبُني الصمم أكثر و أفقدني معهم بعدها !


< لكُم أن تكذّبوهآ / فهيَ أنثَى أغتالتها غُربة السفرِ عن ذويهآ .. الغائبين !


* شمس الجطيلي ..

الخميس، أبريل 14




- قالت بأنها تحبّني حدّ الكُره .
- أوتصدقينها ؟
- بلا شكّ .. فالحب صادقٌ مهما كذب !


* شمس الجطيلي .

الأربعاء، أبريل 13



























- أكان يجب علينا بكاءهم ؟
- نعم . فـ بكتمانكَ لدمعٍ سال من أجلهم يعني أنك تبني قصراً مِن سوادٍ في أحشائك يستوطنه كثيرٌ مِن غلّ ,
و هذا يعني أنك ظالمٌ جداً لقلبكْ .
- و لمَ نبكيهم ماداموا غير جديرين بنا ؟
-  نحن نبكيهم حتى نكونَ أكثر اخلاصاً .
و يكونونَ أكثر حلاوةً للبقاءً فينا رُغم رحيلهم المرّ .
نبكيهم لأننا نسلٌ لأرقى رجلٍ خُلِقَ .

فيستوجب علينا المضيّ على غرار مامضى فيه - عليه صلوات الربّ والسلام - إلى يومِ نُبعث و يبعثون .

* شمس الجطيلي .



أعيديْ ماقُلتي ؟
أقُلتي بأن الوفاء باتَ منعدماً فيْ هذا الزمان ؟
أوَ كانوا من أفتعلوا الوفاء أحياءً , ستجدينه ;) ؟
إن وفائكِ مُرتبطٌ بحويصلات رئتيكِ التي تضّخ دمائها شرايينكِ ..
وفائكِ مغروزٌ في مساماتِ جلدكِ ..
مابينَ خلايا دماغكِ و فيْ قرنية العين ..
الوفاءُ للربّ , و لأرواحٍ عاشَت من قبلِ أسلافٍ و قرون ..
للأيامِ التيْ مضَت , و الذكريات التي تصرّ على الثبات كلما أصررنا على النسيان ..
الوفاءُ للذات , و الروائح الملتصقةِ في جدران قلوبنا إثَرهم , و للياليْ المُستقبلِ و التفاصيل الصغيرة ..
و ماقد كان و سـَ يكون ..
فإذا انعدَم .. فأنتِ معدومةً مِن الحياةِ حتماً ياصغيرتي :") !


* شمس الجطيلي .


السبت، أبريل 9




قال تعالى: ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
كما قال سبحانه: (  إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )

وقال إبراهيم التيميّ - رحمه الله - :
ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار, لأنَ أهل الجنّة قالوا: "الحمد لله الذي أذهبَ عنّا الحَزَن".

الحُزن يعلمنا الكثير ..
ويعطينا الكثير ..
الحزن يمنحنا هباتٍ جمّة مخبأة تحت وطئةِ الدمع ..
وعلى ثنياتِ أكمامهِ تقبع الأشياء التي نحبّها, يُسقطها على أيدينا من تحته فتشدنا اللهفة لها ..
من قال بأنهُ سيءٌ إلى ذاك الحد ؟
ومن زعِم بأنهُ غليظ التعامل مع قلوبنا الهشّة الرقيقة؟
رحيمٌ هو جدًا, وكأنه أبٌّ عطوف يمد راحته على شعيراتِ رأس إبنهِ الصغير ليطمئنه ..
أو صديقٌ حميمٌ يعرف ما يحبّ صديقهُ وما لا يُحب, أو كمنشارٍ حادٍ يشذب جذوع النباتِ ليُثمر ..
إنه الدواء المر الذي نتجرّعه بكراهية ونحن نعلمُ يقينًا مدى إحتياجنا له ..
الحزن يقوّينا, يثني رقابنا برفعنا رؤوسنا للأعلى, ويشد ظهورنا ويطيلُ خطانا .. يفعل لنا ما لا يفعله الفرح أحيانًا!
يشبهُ الصوتَ المُنادي لنا مِن بعيد, إنّه تنبيهُ الرب!
أتصدقوني ما إذا قلتُ لكم أنني أتقبّل مقدمِه!
وكأنه نداءٌ خفيٌ من الرحمن يعيدُ تصحيحَ مساري الملتوي في دهاليزِ هذهِ الدار الدنيا فأتقرّب إليه, إصابتنا جميعنا بهِ لا تعني خُذلان القدرِ لنا وعناده ..
فهو يزور الغني ويجاور الفقير ويقترب من الكبير ويمر على الصغير, لابد لأحدنا يومًا أن يحتك بهذا الشعور, ربما يصيبُ قلوبنا بشرخٍ نازف قد يكون مؤلم..
لكنه يجعل المشاعر السلبية والسيئات تتساقط مِن جدرانِ القلوب لتتلاشى ونتطهر مِنها لنملأ فجواتها بالحسنات وجميل الذكريات!
يجرحنا ليداوينا, ويهمس لها بأننا أقوى, وأكثر إستحقاقًا للعيش في دُنيًا تتطلب الكثير مِن الصبر!
بعدها يعاود إغلاق الجرحِ بخيوطِ الإلتجاء للربّ مِنه..
تخيلوا عيشًا بدونِ حُزن؟
تخيلوا أن نعيش بسعادةٍ طيلة العمر, فتترف أرواحنا بها وتصيبنا بنقمةِ الانشغال عن العبادةِ واللهو عن االإفتقار للجبّار الكريم سبحانه؟
لكم أن تتخيلوا مدى حنان ذاك الحزن...
فـلا تغلقوا أبواب محيطكم عندما يصيبكم, فقط هوَ داهيةٌ يتطلب الكثير من خبرة التعامل معه لكسبه..
كما أن للحزن شقيقة تدعى الضغائن, والضغائن تقتاتُ من القلب..
تجعله يتآكل.. خليةً خلية, وريدًا وريد!
تعيشُ على وفائه, وتشرب من إخائه!
بإمكانها أن تسد مجرى دماء الراحة لصماماته, وتقدِر على تلطيخهِ بأشد الألوان قتامةً وثبات!
تلتف حوله كحبلٍ يمسّ رقبة مسكينة لا تقوى على الحراك!
لا شيءَ كمثلها يُفسده; ففسادُ القلب يكمن بالحسدِ و الغلّ و الكراهية و الحقد و الغيرة المُقيتة وتراكم الأحزان !
و أن يفسِد قلب المرء فهذا يعني أنه يقِف في قوارع طُرق الحياة وجنباتها..
يطرقُ بابها راجيًا أن يدلفه فلا يُفتح له ..
الحياة يا أعزائي أكبر من أن نغمس قلوبنا بسواد تلك الضغائن والأحزان..
فهي تُريد من المرء أن يكونَ نقيّ القلب سالم الصدر..
وفساد تلك المضغة.. كالمسافر الذي يلُوكها في فيه و يبصقها على رصيفٍ مهجور ..
ثم يمضي; غير آبه لها لا هوَ ولا العابرين من ذلك الرصيف!
جدّدوا قلوبكم, عالجوها بالقرآن, علّقوها بالربّ, و خلّصوها من الضغائن ضغينة تلو ضغينة , طهروها من الأحزان حزنًا بعد حُزن, رتّبوا ركامها كُل ليلةٍ قبل أن تناموا ..
تُفتح لكم أبواب الحياة مُشرعة!
مارسوا ما تحبون ممارسته من هواياتٍ باعدت بينكم وبينها الأيام, فكثيرا ما نحتاج إلى ممارسةِ ما كُنا نبعد عنه سابقًا,
شئٍ مِن عُزلةٍ طويلةٍ لنا مع الربّ, صحبٍ يتجددون, روتينٍ يختلف, صحوٍةٍ صباحيّة مبكّرة, رئةٍ ثالثةٍ تنفث علينا رائحة من طِيب, قوةٍ تنبعثُ مِن أعماقنا لتقاوم الإندثار, قلمٍ يخطّ الضاد وصفاً لشعورنا بإتقان..
نحتاج أن نمسِك بضمادٍ أبيض معنويْ شفيف , نمرّرهُ على كُل ما تراكم على قلوبنا من حزنٍ فيُزيحه , علّها تعاوِد النبض بخفةٍ دونَ ماضٍ يثقلها بلا نفع .
نحنُ قومٌ خُــلِقنا لنحيا حياةً أخرى ليست بحياةِ بقيّة البشر, قومٌ تباهى بهمُ العظيمُ سبحانه, لنا لغةٌ ثمينة منزّلة بقرآنٍ مِن الله فازدادتْ ثمنًا, و في ديجورِ الليالِ تضمحلّ همومنا حينما نلصقُ جباهنا تذللًا لله تعالى .



نحنُ لا نموت !
فقط نخمِد بموتةٍ صُغرى برزخية تحت الثرى, تفصِل ما بين الدُنيا وآخرتنا المُنتظرَة التي سنعيشها بكل جمالٍ وسعادةٍ ونعيمٍ كما وعدنا الله سبحانه.
أبداً لا نخشى الموت , فلنعِش بعُمقٍ أو لانعِش أصلًا !


- شمس الجطيلي.

الخميس، أبريل 7

. . . بدءًا




لم أكن أكترث للأولوياتِ و الوقوفِ عندَ البدايات .
لم يهمني وجوديْ أينَ و متى ,
بقدرِ إهتماميْ .. بِ لمَ و كيف .

لذلِك أنا عميقة  جداً . . . . و كفى !

 
* شمس الجطيلي ,





.