الخميس، مايو 26






أتعلمين ماهية ذاك الشعور ؟
الذي هو من أشدّ المشاعرِ فتكاً - و لّذة - ؟
حينما تريدين أن تكونينَ إبنةً لإحدى أغرب الدولِ وأبعدها عن دولتكِ ووجوهٍ تعرفُك ؟
تجوبين الساحات المغطاةِ جليداً ..
تستمعين لوقع أقدامكِ التي تسحبينها بثقلٍ على أرضيتها ..
و يداكِ مدسوسةُ بجيوبِ معطفكِ ذو العطرِ العتيق ..
تمشين تحتَ سقفٍ متخمٍ مِن السماءِ المغيمة المَظلمة ..
و عيناكِ شاخصةُ على اللا شئ !
جافّة دون دموع سواءً كانت مِن بُكاءٍ أو مِن جوّ يُدمعها !
لا تكترثين لعلامات الحيرة و التعجب من وجوههم المُستنكِرة لهيئتكِ " الآلية " !
و ملامحكِ الثابتةِ كما النحتْ .. دونَ حياةٍ تدبّ فيها ..
حينما تتكوّن حولكِ غيمة مُمطِرة :''
تمطركِ بوابلٍ وفيرٍ مِن البلل ..
لتنعشَ روحكِ ..
و تقفين تتوسدكِ تلك الأمطار ..
رافعةُ رأسكِ عالياً بـ رقبةٍ مثنيّـة ..
فـ تولدُ تحتَ قدميكِ سحابه ..
و تحلّقين ..
لصباحاتٍ أحبُّ إليكِ .. بدونِ آليّة !



* شمس الجطيلي

الأربعاء، مايو 25







فضلتُ البـُعد المتبوع بصمتِ إرتياح , البعد الذي يجعلني أرى ماحولي دون الخوض فيه والذوبان , مادامت أشواكُ الكلام تحفر خاصرةَ الشعور , فالصمتُ أفضل !

* شمس الجطيلي .

السبت، مايو 21




كثيراً مانحتاج إلى ممارسةِ ما كُنا نبعد عنه سابقاً , شئٍ مِن عُزلةٍ طويلةٍ لنا مع الربّ , صحبٍ يتجددون , روتينٍ يختلف ,
صحوٍةٍ صباحيّة مبكّرة , رئةٍ ثالثةٍ تنفث علينا رائحة من طِيب ,

قوةٍ تنبعثُ مِن أعماقنا لتقاوم الإندثار , قلمٍ يخطّ الضاد وصفاً لشعورنا بإتقان , إلى عطورٍ لا تحمِل تذكار مالا نُريد ذكراه .

نحتاج أن نمسِك بضمادٍ أبيض معنويْ شفيف
نمرّرهُ على كُل ماتراكم على قلوبنا فيُزيحه , علّها تعاوِد النبض بخفةٍ دونَ ماضٍ يثقلها بلا نفع .


نحنُ قومٌ خُــلِقنا لنحيا حياةً أخرى ليست بحياةِ بقيّة البشر , قومٌ تباهى بهِمُ العظيمُ سبحانه ,
لنا لغةٌ ثمينة منزّلة بقرآنٍ مِن الله فازدادتْ ثمناً , و في ديجورِ الليالِ تضمحلّ همومنا حينما نلصقُ جباهنا تذللاً لله تعالى .

نحنُ لا نموتُ !
فقط نخمِد بموتةٍ صُغرى برزخيّة تحت الثرى , تفصِل مابين الدُنيا و آخرتنا المُنتظرَة .

أبداً لا نخشى الموتَ
, فلنعِش بعُمقٍ أو لانعِش أصلاً !


 

* شمس الجطيلي .

الجمعة، مايو 6







هناك وجوه نتحاشى رؤيتها ..
كـتلك الوجوه التي تعتلي جبين الرؤيا المخلّدة منذ سنين طويلة ..
نرى في رؤيتها حفراً لخاصرة الأيام ..
و حينما تنحفر خاصرة أيامنا فهذا يعني أننا نعودُ للنصف , ننقسمُ مابينَ حاضرٍ وماضْ ..
و أنصاف الأشياء مؤلمة ..
تجعلنا على الحوافْ ... مابين البين والبين ()
!
أمثال تلك الوجوه ملتصقة على صدرِ باب القلب ..
و عِندما يُدلف هذا الباب مابين فينةٍ و أخرى ..
نخشى على وجوههم أن تهتز مع كل دلفة , فلا يعودوا ملتصقين فينا كما كانوا ..
أعتقدُ بأن ذلك من الشيَم , و من جميل الوفاء .
فالبعض عندما نراهم بعدَ انقطاعٍ تام , نصابُ بخيباتٍ كثيرةٍ مذيلةٍ ببعض الخدوش ,
عند مشاهدتهم نبحث عما يجمعنا بما جمعنا سنين عدّة , و لا نجِد
!
لذلك كثيرٌ مِن الناس يفضلون الذكرى والذكرى فقط ;
إحتفاظاً بجمالِ ملامح من غابوا ; وكي لا تنتحب قلوبهم إثَر صدمتها بما غيّرته الأقدار مشيئةِ من ربّها ..


* شمس الجطيلي ..