الثلاثاء، يوليو 12




في كل تجربة تخاض , أتيقن أكثر بأن كل مافي هذهِ الدنيا يتغيّر ..
جزء من قلوبهم , تصرّفاتنا , أشياء كانت و لم تصير !
صباحاتنا , نظرتنا تجاه الأمور , و طريقة التفكير ..
كلما زادت التجارب , قلّ الإستغراب ..
التكيّف مطلبٌ مهم , و الأهمّ منه ألا نستنكر وقوعنا في تجربةٍ ما , فـ نقع فيها !


* شمس الجطيلي .

الأربعاء، يوليو 6





تجمعُ أموالها لتجعل منها لصديقاتها صدقاتْ ,
ويلهجُ لسانها بالحمد و الثناء للجبّار حال المُصاب ,
تنفض لحافها ليلًا تعتزلُ النوم في الأسحارٍ تهجدًا ,
و تهمسُ في أذنِ أختها بأن ماكان خاطئًا, و تصوّب ..
تفتحُ مئات الصفحاتِ المتعددة من خلف الشاشاتْ دعوةً في سبيل الله ,
و تبتسم لأطفالِ الفقراء بثغرٍ واسع ,
 تدمع عيناها حالما ترى هرّةٍ هزيلةٍ تتسكّع في العراء بلا مأوى ,
و تمسح بكفوفها رؤوس الأرامل ..
ترفع أبصارها للسماء رجاءً ,
و تعتادُ على لملمة حذاء أمها ذات خروج كي تلبسها إياه بيديها بِرًا ...
و تغتاب !
لـ تدنّس طُهر نواياها وأفعالها بتجرّع دماء من أغتابتهُ و لاكت لحمهُ في فاها .. ذات غيبَة .

* شمس الجطيلي .





أتدركُ معي تلكَ القوة ؟
التي تنبعث إلى عينك حالما ترى اللون الأسود ..
أتدركها حينما ترى للزوايا هالة سوداء مليئة بالأشجان الكبيرة ؟
إن السواد قّواد ..
أحبهُ كثيراً ..
أعيشُ معه حياةً أخرى لم أعِشها مع بقية ألوانِ قُزح ..
أحب كونهُ متفرّداً , سيّداً , و قاتماً .
أحب أن يكون غامقاً لا يمتزج مع بقية الألوان فيتأثر !
اذا خلطنا لوناً معه , ستتغير درجة اللون و رُبما ينقلبُ آخر !
لم يكُن ذاك اللون هو المُسيطر , بقدرِ سيطرة الأسود الإيجابيّة له التيْ دعتهُ إلى التغيير ..
أحب أن يكونَ طاهراً .. أجل , السوادُ طاهر ; فهو مازال يطهّر نفسهُ مِن كُل شائبةٍ تعلق بهِ ..
حيث أنه يبقى على وضعهِ الشامخ و لا تظهر عليهِ تلكَ العوالقْ ..
هنا مكمن قوّته .. على عكسِ ضُعف البياض ,
حيث أن الأبيض ضعيفاً مهزوزاً يعكِس كُل مؤثرٍ خارجيٍّ يطأ عليه !
إن السواد يعنيْ لي الحياة ..
لم يكُن يوماً حزين , أبداً ,
رُبما لم يكن لوناً للفرح في يومْ .. أوافقك في ذلك ..
لكنه أجمل من أن نلصقهُ بخطيئة الحُزن ..
الحُزن رماديّ .. باهت .. لا معنى له أو " حياة " .. على عكس السواد .
أحبّ كونه غامضاً جذاباً .. مُبهماً يُعطي للأشياء نظرة خاصّة تجبرنا على التمعّن بها ..
حتى تلك الأشياء المُعتادة لأنظارنا .. حتى الصوَر الملوّنة التيْ ما إذا صيّرناها إلى أحادية تظهرُ لنا بحياةٍ أخرى نستطيع أن نستشفها من السواد .


* شمس الجطيلي .

الأحد، يوليو 3




لي صديقٌ حميم .. يلتصقُ بي كلما شعرتُ بأنني أحيلُ إلى شتات .
و يزداد إلتصاقه مع إزدياد مسافة البُعد !
أحبّه جدًا , حتى أنّي لم أعد أتلفظ بقولي له ( أحبك ) خشية التقصير .
لم يكن صديقي مختلف عن الغير , لكنه حينما يكونُ هو " ذاتي " فحُق عليه الإختلاف .
لا أعني بأنهُ مختلفٌ تميزًا !
فقط هو مُمثّل لـ ذاتي المختلفة , حينما تكونُ هي الوحيدة بعد الله التي تتوزع في أحشائي و تزدحم بأوردة قلبي وخلايا دماغي إلتحامًا .
أحب أن أعاملها كـ رفيق ممتع .. 
يشاركني ليالٍ أسهرُ فيها على ثمّة إمتحانٍ صعب فـ تُسليني .
كـ أُختٍ كبرى توبخني بفعلي ماتقول بأنهُ كان تجربة خاضتها يومًا فلم يكُن لائقًا !
أو كـ طفلٍ مترفٍ بالدلال و مُزعج قليلًا .. قد يتمرد كُلما دللتُه أكثر !
أحب أن أعاملها كـ شريكٍ في العمل ..
لا صلة لي به إلا قهوة صباحيّة مملوءة بتضجره , نبتدئ فيها زحم أوراقِ نلطخها بحبر في مكتبٍ مشترك .
لا أكرهُ ذاك الشريك .. لكنني لا أحبه بقدر طفلي المتمرد , فلكل واحد منهما مزاج معيّن أعامله فيه حينها !


* إعتراف حَذِر : 
أحبّ ذاتي كثيرًا , ليس لأنها جميلة أو مترفّعة ..
أو حتى قابعةً في جسد شخصيّة مشهورة في مجتمع يتسّع كل نهار , فهي ليست كذلك .
أنا أبذخ بمشاعر الحب لها و أُسرف ..
فهي صديقي المختلف , و أختي الحكيمة , و طفلي المتمرّد .. و شريك عملي الثرثار المُدمن للقهوة العربية !
أنا أحبها لأنها ذاتُ شمس  , فقط .. و هذا يكفي كي أحبها !


* شمس الجطيلي .