الأربعاء، يوليو 6






أتدركُ معي تلكَ القوة ؟
التي تنبعث إلى عينك حالما ترى اللون الأسود ..
أتدركها حينما ترى للزوايا هالة سوداء مليئة بالأشجان الكبيرة ؟
إن السواد قّواد ..
أحبهُ كثيراً ..
أعيشُ معه حياةً أخرى لم أعِشها مع بقية ألوانِ قُزح ..
أحب كونهُ متفرّداً , سيّداً , و قاتماً .
أحب أن يكون غامقاً لا يمتزج مع بقية الألوان فيتأثر !
اذا خلطنا لوناً معه , ستتغير درجة اللون و رُبما ينقلبُ آخر !
لم يكُن ذاك اللون هو المُسيطر , بقدرِ سيطرة الأسود الإيجابيّة له التيْ دعتهُ إلى التغيير ..
أحب أن يكونَ طاهراً .. أجل , السوادُ طاهر ; فهو مازال يطهّر نفسهُ مِن كُل شائبةٍ تعلق بهِ ..
حيث أنه يبقى على وضعهِ الشامخ و لا تظهر عليهِ تلكَ العوالقْ ..
هنا مكمن قوّته .. على عكسِ ضُعف البياض ,
حيث أن الأبيض ضعيفاً مهزوزاً يعكِس كُل مؤثرٍ خارجيٍّ يطأ عليه !
إن السواد يعنيْ لي الحياة ..
لم يكُن يوماً حزين , أبداً ,
رُبما لم يكن لوناً للفرح في يومْ .. أوافقك في ذلك ..
لكنه أجمل من أن نلصقهُ بخطيئة الحُزن ..
الحُزن رماديّ .. باهت .. لا معنى له أو " حياة " .. على عكس السواد .
أحبّ كونه غامضاً جذاباً .. مُبهماً يُعطي للأشياء نظرة خاصّة تجبرنا على التمعّن بها ..
حتى تلك الأشياء المُعتادة لأنظارنا .. حتى الصوَر الملوّنة التيْ ما إذا صيّرناها إلى أحادية تظهرُ لنا بحياةٍ أخرى نستطيع أن نستشفها من السواد .


* شمس الجطيلي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق