الأحد، ديسمبر 11



الضغائن تقتاتُ من القلب ..
تجعله يتآكل .. خليةً خلية , وريدًا وريد !
تعيشُ على وفائه , و تشرب من إخائه !
بإمكانها أن تسدّ مجرى دماء الراحة لصماماته , و تقدِر على تلطيخهِ بأشد الألوان قتامةً و ثبات !
تلتفّ حوله كحبلٍ يمسّ رقبة لا تقوى على الحراك !
لا شيءَ كمثلها يُفسده ; ففسادُ القلب يكمن بالحسدِ و الغلّ و الكراهية و الحقد و الغيرة المُقيتة !
و أن يفسِد قلبك فهذا يعني أنك تقِف في قوارع طُرق الحياة ..
تطرقُ بابها راجيًا أن تدلفه فلا يُفتح لك ..
الحياة يا عزيزي أكبر من أن نغمس قلوبنا بسواد تلك الضغائن ..
فهي تُريد من المرء أن يكونَ نقيّ القلب سالم الصدر ..
و فساد تلك المضغة .. كالمسافر الذي يلُوكها في فيه و يبصقها على رصيفٍ مهجور ..
ثم يمضي ; غير آبه لها لا هوَ و لا العابرين من ذلك الرصيف !
جدّد قلبك , عالجه بالقرآن , علّقه بالربّ , و خلّصه من الضغائن ضغينة تلو ضغينة , رتّب ركامه كُل ليلةٍ قبل أن تنام .. تُفتح لك أبواب الحياة مُشرعة !

* شمس الجطيلي.

الثلاثاء، أكتوبر 25








تساؤل طفيف يتسلّل خلسة على لسانِ أحدهم بهمس فقير الحيلة : ( لِمَ البُعد ؟) ...
يحاول أن يحتلب من الأجوبةِ ما يغمر قلبه بثمّة طمأنينةٍ و أمن ..
كان السؤال عفويًا .. بدا رماديّ اللونِ باهت كالخريف بيأسه .. كالعلقمِ في مُرّه ..
مُر الأسئلة المتناولة للإبتعاد قاسٍ جدًا ; له مشاعر كالحبل الذي يلتف على القلب ليعتصر منه ماتبقّى من ألم ..
ذاك الألم المُرادف للوفاء ..
اوه ! إنّه الوفاء ! حبةُ السُكّر اليتيمة التي تذوب في كوب شايٍ بارد ..
لحظه احتسى فيها رفيقُنا كوبه بتلذّذ رغم ألمه ..
عاوَد كرّة الوصول إلى جوابٍ إضافيّ .. وتساءل مجددًا بإلحاح " لِم البُعد "
فازداد بعدهم , و اضمحلّ الصوت تمامًا .. حتى اختفى !

*شمس الجطيلي.

الجمعة، أكتوبر 21




أتعلمُ يا صديقي ؟
أنا لا أخشى الكتابة .. فهيَ ألتصقت فيني مُنذ أعوامٍ طويلة لامجال فيها للتراجع وهجرة الحرف !
أنا أخشى توابعها .. أخشى حرفِي .. أسراري .. ملامح وجهي المقروءة ومشاعري .. بل حتى نوعيّة قراءتي للكتب كي لا تتأثر بها ريشتي الهشّة ..
أخشى أن يكون هناك علاقة طردية مابين سنيني و سطوري .. علاقة يستعصي فيها خلعُ الحرف من تفاصيل ذاكرتي المهترءة بصخب الأيام .
أخشى تعلّقي بها للحد الذي يتراءى لي فيه النصّ مكتوبًا بالفراغِ أمام عيني دونما ورق !
و أخشى ... ألّا أستحقها !
الخشية موحشة يا صديق .. تجعلُ منّي خيطًا دقيقًا يندسّ في كومةٍ من الأشواك .. تُصيّرني قطعة فستقٍ في أقصى فمِ رضيع .
أن يكون هنالك حرفٌ يُكتب لي من بناتِ أفكاري التي أقدّمها على طبقٍ من إحساس لتنبسط أمام أعيُن البشر .. أمرٌ مخيف .
الكتابة تجعلُ من الكُتّاب لوحةٌ غامضة بشفافيتها المُفرطة !
و الشفافيةُ خطِرة !
تهدّد بطردِ خصوصياتنا منّا لتُفشيها على الملأ !
أن تكون كاتبًا فهذا يعني أن الدين والمجتمع والأرواح يتطلّبون منك أكثرُ مما ينبغي أن تفعل كشخصٍ عاديّ ..
يتطلبونَ منك تعاونًا , توسيعًا للمدارك , وتعايشًا لهمومهم , ومُشاركة لإحساسهم .. بل الأمر أكبر من ذلك لو تعلم .
أسمعت مسبقًا بكتابٍ اعتزلَ الحرف ياصديقي ؟ لا أظنُ ذلك .
فالكتابة عميقة جدًا .. كبئرٍ عتيقٍ في صحراء قاحلة ..
كلما كتبنا سطرًا زاد تعلّقنا بها و اعتمادنا عليها بتمثيلِ عواطفنا وإطلاق رسائلنا المحبوسة بقوارير قلوبنا .
أو أخبرك سرًا من روحٍ التحمَ فيها الحرفُ منذ طفولتها ؟
لاتكتب مادُمت غير واثقٍ بما تفعل !
فبمجرد أن تسمح لفكرِك بالانسكابِ حبرًا فهذا يعني أنك حمّلت أكتافك مسؤولية عُظمى تجاه الربّ قد تكون غير جديرٍ بها مالم تسخرّها لدينهِ !
كم من كاتبٍ تمادى فدعت عليه حروفهُ بالتركِ مُكرهة !
وكم من كاتبٍ انتقلت روحهُ لمكانٍ آخر وحروفه باقية تحكيه بعيون من يقرأها .. إن خيرًا فخير و إن شرًا فشر !
حاوِل فقط أن تفهَم الكتابة مسبقًا قبل أن تمارسها .. فهي لن تدعك وشأنك إلا وقد علّقتك بها !

* شمس الجطيلي.

السبت، سبتمبر 10





جدّدوا نواياكم ياطلاب العلم , جدّدوها كما جددتُم أردية أجسادكم هذا الصباح ..
أسلكوا طُرق الجنة كما أستوجب ..
و أحضنوا أصدقاءكم بسخاء ..
بسخاء يشبه الترف الذي تترفوا به ذواتكم بالإنجاز ..


تذكّروا أمنيات الموتى بأن يعودوا ليغترفوا الأجر من الدُنيا بأيديهم ,
و الأميّين بأن يتعلموا كما تعلّمتم بنعمةٍ من الرحمن الذي يستحقّ منا أعظم شكر لنعمه ..
أبحثوا عن أرواحكم فيكم و أنعشوها ..
‎​
و أبعدوا أنظاركم عن دهاليز شائكة تشتتها عن ما جعلتوه هدفًا ..
تعاملوا بإنسانية و رقي كما يعامل نبيّ الله - عليه الصلاة والسلام - قومه ..
لا تنسوا بأنكم مسلمون بأفعالكم قبل أقوالكم !
ثمّ بعد ذلك حصنوا أمنياتكم باسم الله واستودعوها () !


و صباحكم عِلم ;) !


* شمس الجطيلي .


الأحد، أغسطس 14



ضعف العزيمة ينكأ الجراح , يجعلها غائرة أكثر مما سبق ,
يغترف الفرحة من القلب و يُحيلها إلى كمد يُثقل نبضاته ,
يضع المرء في الأنصاف ; نصفُ الموقف ونصفُ الذاكرة و نصفُ العواطف , بل حتى نصف وقفة !
لا شيء كمثله يجعلنا نقف في حياة مستمرة بصباحات تتجدد ,
ضعف العزيمة هو الموت , ولا شيء يفسره أكثر !

* شمس الجطيلي .

الثلاثاء، يوليو 12




في كل تجربة تخاض , أتيقن أكثر بأن كل مافي هذهِ الدنيا يتغيّر ..
جزء من قلوبهم , تصرّفاتنا , أشياء كانت و لم تصير !
صباحاتنا , نظرتنا تجاه الأمور , و طريقة التفكير ..
كلما زادت التجارب , قلّ الإستغراب ..
التكيّف مطلبٌ مهم , و الأهمّ منه ألا نستنكر وقوعنا في تجربةٍ ما , فـ نقع فيها !


* شمس الجطيلي .

الأربعاء، يوليو 6





تجمعُ أموالها لتجعل منها لصديقاتها صدقاتْ ,
ويلهجُ لسانها بالحمد و الثناء للجبّار حال المُصاب ,
تنفض لحافها ليلًا تعتزلُ النوم في الأسحارٍ تهجدًا ,
و تهمسُ في أذنِ أختها بأن ماكان خاطئًا, و تصوّب ..
تفتحُ مئات الصفحاتِ المتعددة من خلف الشاشاتْ دعوةً في سبيل الله ,
و تبتسم لأطفالِ الفقراء بثغرٍ واسع ,
 تدمع عيناها حالما ترى هرّةٍ هزيلةٍ تتسكّع في العراء بلا مأوى ,
و تمسح بكفوفها رؤوس الأرامل ..
ترفع أبصارها للسماء رجاءً ,
و تعتادُ على لملمة حذاء أمها ذات خروج كي تلبسها إياه بيديها بِرًا ...
و تغتاب !
لـ تدنّس طُهر نواياها وأفعالها بتجرّع دماء من أغتابتهُ و لاكت لحمهُ في فاها .. ذات غيبَة .

* شمس الجطيلي .





أتدركُ معي تلكَ القوة ؟
التي تنبعث إلى عينك حالما ترى اللون الأسود ..
أتدركها حينما ترى للزوايا هالة سوداء مليئة بالأشجان الكبيرة ؟
إن السواد قّواد ..
أحبهُ كثيراً ..
أعيشُ معه حياةً أخرى لم أعِشها مع بقية ألوانِ قُزح ..
أحب كونهُ متفرّداً , سيّداً , و قاتماً .
أحب أن يكون غامقاً لا يمتزج مع بقية الألوان فيتأثر !
اذا خلطنا لوناً معه , ستتغير درجة اللون و رُبما ينقلبُ آخر !
لم يكُن ذاك اللون هو المُسيطر , بقدرِ سيطرة الأسود الإيجابيّة له التيْ دعتهُ إلى التغيير ..
أحب أن يكونَ طاهراً .. أجل , السوادُ طاهر ; فهو مازال يطهّر نفسهُ مِن كُل شائبةٍ تعلق بهِ ..
حيث أنه يبقى على وضعهِ الشامخ و لا تظهر عليهِ تلكَ العوالقْ ..
هنا مكمن قوّته .. على عكسِ ضُعف البياض ,
حيث أن الأبيض ضعيفاً مهزوزاً يعكِس كُل مؤثرٍ خارجيٍّ يطأ عليه !
إن السواد يعنيْ لي الحياة ..
لم يكُن يوماً حزين , أبداً ,
رُبما لم يكن لوناً للفرح في يومْ .. أوافقك في ذلك ..
لكنه أجمل من أن نلصقهُ بخطيئة الحُزن ..
الحُزن رماديّ .. باهت .. لا معنى له أو " حياة " .. على عكس السواد .
أحبّ كونه غامضاً جذاباً .. مُبهماً يُعطي للأشياء نظرة خاصّة تجبرنا على التمعّن بها ..
حتى تلك الأشياء المُعتادة لأنظارنا .. حتى الصوَر الملوّنة التيْ ما إذا صيّرناها إلى أحادية تظهرُ لنا بحياةٍ أخرى نستطيع أن نستشفها من السواد .


* شمس الجطيلي .

الأحد، يوليو 3




لي صديقٌ حميم .. يلتصقُ بي كلما شعرتُ بأنني أحيلُ إلى شتات .
و يزداد إلتصاقه مع إزدياد مسافة البُعد !
أحبّه جدًا , حتى أنّي لم أعد أتلفظ بقولي له ( أحبك ) خشية التقصير .
لم يكن صديقي مختلف عن الغير , لكنه حينما يكونُ هو " ذاتي " فحُق عليه الإختلاف .
لا أعني بأنهُ مختلفٌ تميزًا !
فقط هو مُمثّل لـ ذاتي المختلفة , حينما تكونُ هي الوحيدة بعد الله التي تتوزع في أحشائي و تزدحم بأوردة قلبي وخلايا دماغي إلتحامًا .
أحب أن أعاملها كـ رفيق ممتع .. 
يشاركني ليالٍ أسهرُ فيها على ثمّة إمتحانٍ صعب فـ تُسليني .
كـ أُختٍ كبرى توبخني بفعلي ماتقول بأنهُ كان تجربة خاضتها يومًا فلم يكُن لائقًا !
أو كـ طفلٍ مترفٍ بالدلال و مُزعج قليلًا .. قد يتمرد كُلما دللتُه أكثر !
أحب أن أعاملها كـ شريكٍ في العمل ..
لا صلة لي به إلا قهوة صباحيّة مملوءة بتضجره , نبتدئ فيها زحم أوراقِ نلطخها بحبر في مكتبٍ مشترك .
لا أكرهُ ذاك الشريك .. لكنني لا أحبه بقدر طفلي المتمرد , فلكل واحد منهما مزاج معيّن أعامله فيه حينها !


* إعتراف حَذِر : 
أحبّ ذاتي كثيرًا , ليس لأنها جميلة أو مترفّعة ..
أو حتى قابعةً في جسد شخصيّة مشهورة في مجتمع يتسّع كل نهار , فهي ليست كذلك .
أنا أبذخ بمشاعر الحب لها و أُسرف ..
فهي صديقي المختلف , و أختي الحكيمة , و طفلي المتمرّد .. و شريك عملي الثرثار المُدمن للقهوة العربية !
أنا أحبها لأنها ذاتُ شمس  , فقط .. و هذا يكفي كي أحبها !


* شمس الجطيلي .

الثلاثاء، يونيو 28





تراءى لي جانبٌ خفي للأحزان ..
قد لا يتضّح لنا عندما يقوم بزيارتنا ثمة حزن ,
الأحزان تُدنينا من بعضنا بشدّة , 
تقرّب مابيننا بشكلٍ أعمق من الأفراح ,
من زعِم أنها مؤلمة فهو غفل عن إكمال عبارته بذكره ما يهدئ هذا الألم و يسكّنه .


* شمس الجطيلي .

الاثنين، يونيو 27




إن الكتابة هبة ربانية ..
تجعل لكل كاتب رؤية متفردة تجاه الحياة ,
تجعله يراها مابين السطور وفراغات الأحرف بعمق يختصر عليه إضطرارية عيش السطحيات .

* شمس الجطيلي .

الأحد، يونيو 26


لها عشرُ أصابع ..
كُل أنملِ لإصبع ينتميْ لأحد أصدقائها ..
بدءًا من الخنصر و إنتهاءً بالإبهام  .. 
ذات صباحٍ إستيقظَت على ألمِ في سبابتها اليُمنى ,
وجدتَها مقضومة و كأنما هُناك من دسّها في فيهِ و لاكها ..
رفعَت رأسها من تأملاتِها لتلك السبابة .. على رنين الهاتف ..
ليخفت من خلالهِ صوت تخنقه العبرات , صوتٌ يخبرها بموتِ ثمّة صديقة .. كانت لها ! 

* شمس الجطيلي .

السبت، يونيو 25





و بالقَصر ذاك ,
تحديداً في الطابق الثالثْ و ( المترفّع ) ..
تحتلُ إحدى زواياه النائية ..
غرفة مهجورة ,
رائحتها ورد ياسمين مستميلٌ بذبولٍ يدل على موته ..
ذابلٌ ميّت , و يطيبُ عبيراً ؟
ممزوجٍ برذاذ تربة الغبار التي تفوح أكثر من الياسمين ..
ذاك المزيج الذي يزكم الأنوف .. غبار و ياسمين !
كيفَ للونِ الورديّ الهادئ أن يجتمع مع ذاك البنّي الداكن !
ههَ !
نسيت بأن أخبرك ..
في هذا القصر ..
توقع كُل شئٍ ياعزيزيْ ..
فـ من المعتاد بأن ترى الأضداد تترادف , و المتناقضات تتشابه !
لا بأس في هذا ..
و في هذهِ الحجرة بالذاتْ ..
حيث الكرسيّ الذي يهزّ مراراً , بالرغم من تلك الشبابيك الموصدةٍ في وجه الريح العنيد ..
و حيث الساعة الرملية التي أستحال رملها إلى طينٍ ملتصقٍ لايمرّر الوقتْ !
و طرف الريشة المرميّة فيْ علبةٍ مغمورةٍ بحبرٍ أزرق رديء مازال رطباً !
ألحفةُ السرير سُكريّة اللون و مخدّتهِ التيْ حُفِرَ وسطُهآ إثَر رأسٍ قد ألقى فيهِ عليها صاحبهُ ذاتَ أرق !
و سراجٌ يتدلى من إحدَى جدرانهآ يخبو و يستضيء رغماً عن أنفِ ذاك الكيروسين الذي فرِغَ !
أقداح شاي البابونج المتكركبة على طاولةٍ خشبيّـةٍ تساقط من حولها كرسيّينْ متناثرةً أجزائهما وَ متكسّرة ..
و صوت فيروز الثقيل المتخم بالأوجاع المحببّة .. يصدح كُل إشراقةِ شمسِ من مذياعٍ يعملُ على أشعتهآ فلا يصمت !
دولابٌ فارغ تماماً بالرغم من رفوفهِ الكثيرَة .. إلّا من صندوقٍ يلتحف اللون السماويّ ..
و تتوزع عليه ورودٌ تشبه ذاك الياسمين مشبعةً بالأحمر الداكن ..
مرآة كبيرة بيضاويّة الشكلْ .. تقابلها طاولة مملوءة بأشياء أنثويّة .. أبرزها أحمر شفاهٍ بلونِ الخوخ قد تقشفّ وَ جفّ ..
لا ترفع إحدى حاجبيك إستنكاراً !!
فلم نبدأ بعد و نخوضْ في وصف تلك الأعجوبة الثآمنة !
الأشياء كلها في هذهِ الغرفة تختلفْ ; فهي تبكيْ و تنوح و تتوجّع فقداً و تحيط بها هالة رماديّـة قاتمة تدل على عزاء تلك الأشياء لمن فقدَت ..
فالحياة لم تدبّ فيها منذ تسعِ وعشرين سنة و إحدى عشر شهراً و ثلاثين يوم وبضع ساعات !
و كيفَ لها أن تدبْ و صاحبتها قد أوصدتْ بابها وَ أخمَدتْ صريرهُ بلا رجوع ..
إن في كُل حجرةٍ و رواقٍ و زاويةٍ في هذا القصر قد حُكِي عنهآ بحكايةٍ تميلُ منها أفواه المستمعين إمتعاضاً !
غداً سيبدأ العام الثلاثين !
بدونِ صاحبته ..
و بدونِ قهوةٍ فجريةٍ يتراقص بخارها مع رذاذِ أمطار المزن الحاتميّة الندى ..
بدونِ ضحكاتها الهادئة التي تولد من فرجة ثغرها الواسعة ..
بدون تمتمات مراهقتها الهامسة بسخطٍ على من ضايقها ..
و بدون بكائها المكتومْ في خنقةِ ليلٍ لا ينتهيْ ..
بدون حياة !
و بدون يومٍ يمُر ..
فـ العيش في هذهِ الغرفة يعتبر موتاً .. فـ كيف يكون العيش مميت ؟
غداً سيبدأ الثلآثون عاماً من اللاشيء ..
حيث تلك الحسناءْ السرمديّـة العذابْ ..
قد عاشت نصف هذه الأعوام .. و تسلّقت روحهآ أعنّـة السماوات السبع بلآ عودَة ..
فـ رحمةً مِن أرحم الراحمين تتبارك عليها وَ تحفّها بأمانِ العزيز سبحانه إلى يوم يبعثون ..


* شمس الجطيلي .



.

الجمعة، يونيو 24






لآ أحتاج شيئاً .. ولا أقترب من زوايا فيها ما يثير غضبَ ضميريْ فأحضى بتوبيخٍ منه ..
و لا أكترث لأي فوضويّة سالبة تنغمر في بحرِ يومياتي فتصيبه بروتينٍ يقتُل كل الأحلام المنحوتةِ في ثرى سمائي ..
لستُ مضطرةً لأن أبكي في كل مرةٍ أستضيق فيها و تحجرني الجهات الأربع بلا خامسة ..
و لستُ مضطرةً أيضًا للتأمل كثيراً في تلكَ الأشياء التيْ تُديرُ ظهري إلى مامضى ..
مادام هناك يومٌ جديد ..
و نبضٌ بالوريد ..
و رآزقٌ من بعيد ..
يعطي جلّ ما أريد ..


* شمس الجطيلي . 

سمّو ;


























إتفقنا أن نتوسدُ السماء يومًا ما , و نلتحف سحابها ..
فهي تنتظرنا عاليًا على مدّ أبصارنا و بُعدها ..
تنتظر أن نفعل ما يجعلنا " نسمو " حتى نلامسها ,
السماء لا تتنزل ياصديقتي .. أبدًا !
نحن من يرقى لها فقط ;) ..


* شمس الجطيلي .