الجمعة، مايو 6







هناك وجوه نتحاشى رؤيتها ..
كـتلك الوجوه التي تعتلي جبين الرؤيا المخلّدة منذ سنين طويلة ..
نرى في رؤيتها حفراً لخاصرة الأيام ..
و حينما تنحفر خاصرة أيامنا فهذا يعني أننا نعودُ للنصف , ننقسمُ مابينَ حاضرٍ وماضْ ..
و أنصاف الأشياء مؤلمة ..
تجعلنا على الحوافْ ... مابين البين والبين ()
!
أمثال تلك الوجوه ملتصقة على صدرِ باب القلب ..
و عِندما يُدلف هذا الباب مابين فينةٍ و أخرى ..
نخشى على وجوههم أن تهتز مع كل دلفة , فلا يعودوا ملتصقين فينا كما كانوا ..
أعتقدُ بأن ذلك من الشيَم , و من جميل الوفاء .
فالبعض عندما نراهم بعدَ انقطاعٍ تام , نصابُ بخيباتٍ كثيرةٍ مذيلةٍ ببعض الخدوش ,
عند مشاهدتهم نبحث عما يجمعنا بما جمعنا سنين عدّة , و لا نجِد
!
لذلك كثيرٌ مِن الناس يفضلون الذكرى والذكرى فقط ;
إحتفاظاً بجمالِ ملامح من غابوا ; وكي لا تنتحب قلوبهم إثَر صدمتها بما غيّرته الأقدار مشيئةِ من ربّها ..


* شمس الجطيلي ..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق