أتعلمين ماهية ذاك الشعور ؟
الذي هو من أشدّ المشاعرِ فتكاً - و لّذة - ؟
حينما تريدين أن تكونينَ إبنةً لإحدى أغرب الدولِ وأبعدها عن دولتكِ ووجوهٍ تعرفُك ؟
تجوبين الساحات المغطاةِ جليداً ..
تستمعين لوقع أقدامكِ التي تسحبينها بثقلٍ على أرضيتها ..
و يداكِ مدسوسةُ بجيوبِ معطفكِ ذو العطرِ العتيق ..
تمشين تحتَ سقفٍ متخمٍ مِن السماءِ المغيمة المَظلمة ..
و عيناكِ شاخصةُ على اللا شئ !
جافّة دون دموع سواءً كانت مِن بُكاءٍ أو مِن جوّ يُدمعها !
لا تكترثين لعلامات الحيرة و التعجب من وجوههم المُستنكِرة لهيئتكِ " الآلية " !
و ملامحكِ الثابتةِ كما النحتْ .. دونَ حياةٍ تدبّ فيها ..
حينما تتكوّن حولكِ غيمة مُمطِرة :''
تمطركِ بوابلٍ وفيرٍ مِن البلل ..
لتنعشَ روحكِ ..
و تقفين تتوسدكِ تلك الأمطار ..
رافعةُ رأسكِ عالياً بـ رقبةٍ مثنيّـة ..
فـ تولدُ تحتَ قدميكِ سحابه ..
و تحلّقين ..
لصباحاتٍ أحبُّ إليكِ .. بدونِ آليّة !
* شمس الجطيلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق